Online Library TheLib.net » صديقي مثلي... ماذا أفعل؟
cover of the book صديقي مثلي... ماذا أفعل؟

Ebook: صديقي مثلي... ماذا أفعل؟

00
15.02.2024
0
0

كان سامر طفلًا حسَّاسًا، متعلِّقًا جدًّا بأبيه الذي كان يسافرُ كثيرًا ولأوقاتٍ طويلة. وكلَّما سافرَ أبوه، كان سامرُ يظلُّ يبكي أمامَ باب الشقَّة لساعاتٍ حتَّى يتعبَ وينامَ، فتَحملَه أمُّه وتضعَه في سريره. طال انتظارُ سامر لأبيه الذي يأتي قليلًا، ويمكثُ ساعاتٍ قليلةً ليَسافرَ مرَّةً أخرى. لَم يتأثَّرْ أمجدُ ولا منى بِغيابِ أبيهما مثلَما تأثَّرَ سامر. لقد كان سامر حسَّاسًا يبكي بسرعةٍ ويتأثَّرُ بأدقِّ التفاصيل. قد يكون هذا ما جعلَه فيما بعد يَهوى الشعرَ والموسيقى والفنون بشكلٍ عامّ. لا يذكُرُ سامر ذلك بشكلٍ واعٍ، ولكنْ يبدو أنَّه اتَّخذَ قرارًا لكي يحمِيَ نفسه من الألم: ألَّا يتنظرَ أباه مرَّةً أخرى. لقد قرَّرَ أنَّه لا يحتاجُ إلى أبيه، ولا يريده مطلقًا. منذ ذلك الحين وسامر يشعرُ بِأمرٍ غريبٍ تُجاهَ الأولادِ والرِّجال والذُّكورِ عمومًا، وإنْ كان يشعرُ بالاحتياج الشديدِ إلى الحبِّ والقبول منهم! ظلَّتْ هذه العلاقةُ المتوتِّرةُ بين سامر والذكور مستمرَّةً إلى أن بدأَ في سنِّ المراهقة يشعرُ بأمرٍ غريب. لم يشعُرْ بأنَّه ينجَذِبُ إلى البَنات مثلما يحدُثُ مع أقرانه، بل كان يشعرُ براحةٍ شديدةٍ معهنّ. أمَّا مع الأولاد، فكان يشعرُ بالاضطراب والتوتُّر، كما كانتْ ضَرباتُ قلبه تتسارعُ كلَّما صادَفَ ولدًا أو شابًّا، لا سيَّما أولئك الذين يتمتَّعون بالرُّجولة والحنان والثِّقة بالنَّفس. في السادسة عشرة، بدأ يشعرُ بانجذابٍ من نَوعٍ غريبٍ إلى الذُّكور. وذاتَ مرَّةٍ في غرفةِ خَلْع الملابس في حمَّام السباحة، شعرَ بقلبه يكادُ يقفزُ من بين ضلوعه عندما رأى للمرَّة الأولى في حياته رجلًا شِبهَ عارٍٍ، وقد شعرَ بشيء ما يتغيَّر في جسمه، وكانت تلك بداية إدراكِه أنَّه ينجذِبُ جنسيًّا إلى الذُّكور. لم يكُنْ سامر يعرِفُ معنًى أو اسْمًا لذلك، لكنَّه بعد سنواتٍ قليلة بدأ يدركُ الحقيقة: أنَّه مثليُّ الجنس

Download the book صديقي مثلي... ماذا أفعل؟ for free or read online
Read Download

Continue reading on any device:
QR code
Last viewed books
Related books
Comments (0)
reload, if the code cannot be seen